منتديات سبايسى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حياكم الله فى منتديات سبايسى برعايه هيتو حبيب الكل


    العلاج الاسلاسلامى لمشكله الارهاب / العلاج النفسى العلمى

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 148
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    العلاج الاسلاسلامى لمشكله الارهاب / العلاج النفسى العلمى Empty العلاج الاسلاسلامى لمشكله الارهاب / العلاج النفسى العلمى

    مُساهمة  Admin الجمعة مارس 27, 2009 1:11 am

    العلاج الإسلامي لمشكلة الإرهاب

    فنقول إذن وبالله التوفيق إن الإسلام هو أبعد شيء عن إرهاب الناس وترويعهم وقتلهم. إنه حين يفعل ذلك ببعضهم إنما يفعله ردا على عدوانهم أو إيقافا له أو عقابا على جرم ارتكبوه. وأن هذا الدين لا يكتفي بإدانة الإرهاب العدواني بل يتعدى ذلك إلى وضع وسائل لعلاجه. فهويعالجه علاجاً نفسيا علميا، وعلاجا تنظيميا، وعلاجا عقابيا، وعلاجا إصلاحيا.



    العلاج النفسي العلمي
    العلاج النفسي هو العلاج الأساس وذلك لأن أعمال الناس خيرها وشرها إنما مبعثه تصوراتهم ومعتقداتهم وقيمهم وعلومهم. فالإسلام يعالج كل أنواع الظلم البشري بهداية الناس إلى الإيمان بالله تعالى الذي هو أساس كل خير فيها، والذي هو أهم مكون للفطرة التي فطر الله الناس عليها. فإذا ما ذاقت النفس حلاوة الإيمان سهل عليها العمل بالطاعات واجتناب المنهيات.

    ثم تأتي العبادات التي هي أقوى داعم للإيمان، وأهمها الصلاة " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر"

    فإذا ما تهيأ القلب هكذا لاستقبال أوامر الله ونواهيه، جاءته الأوامر التي تفصل له أعمال الخير كي يأتيها وتفصل له أعمل الشر كي يجتنبها. الهدى الإلهي المتمثل في هذه الأوامر والنواهي شامل لكل شأن من شؤون الحياة الإنسانية بما في ذلك شأن الإرهاب والقتال فنحن مأمورون بأن يكون جهادنا ـ الشامل للإرهاب والقتال ـ خالصا لإعلاء كلمة الله تعالى، وأن يكون لذلك في حدود القيم الرفيعة التي يحبها الله تعالى، وأن لا يتجاوزها إلى الوقوع في ما لا يرضي الله عز وجل من الظلم والبغي والكذب والغش والغدر، واتباع أهواء الغضب والانتقام للنفس، فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا.

    قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ و لا الْهَدْيَ وَ لا الْقَلائِدَ وَ لا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَ لا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العقاب ) [المائدة: 2]

    مما قاله الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية "أي ولا يحملنكم بغض من كانوا صدوكم عن المسجد الحرام وذلك عام الحديبية على أن تعتدوا حكم الله فيهم فتقتصوا منهم ظلما وعدوانا، بل احكموا بما أمركم الله به من العدل في حق كل أحد... فإن العدل واجب على كل أحد في كل أحد في كل حال. قال بعض السلف ما عاملت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه. والعدل به قامت السماوات والأرض."

    هذ الموقف الإسلامي الداعي إلى العدل وإلى عدم العدوان ليس موقفا تكتيكيا مؤقتا وإنما هو موقف نابع من أصل هذا الدين وطبيعته، وذلك:

    أولا: لأن هذا الدين ـ كغيره من أديان الحق التي بعث بها رسل الله تعالى ـ إنما هو دعوة إلى تعريف الناس بربهم وهدايتهم إلى عبادته، وأن يعيشوا بهذه العبادة سعداء في هذه الحياة الدنيا، وفي الدار الآخرة.

    ثانيا: لكن الاهتداء الحقيقي أمر قلبي لا يجدي معه ترويع أو تهديد بإلحاق أذى أو بقتل، وإنما الذي يجدي معه ـ لمن كان مستعدا للهداية ـ أن يعرف الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة يستيقنها قلبه.

    ثالثا: ولذلك كانت المهمة الأولى لرسل الله جميعا ـ بما فيهم رسولنا الكريم ـ ومهمة أتباعهم الراشدين من بعدهم هي تبليغ هذا الحق تبليغا بينا، والمجادلة عنه بالحجج والبراهين التي تزهق كل شبهة تثار حوله. وعليه كان الجهاد الأول والدائم هو الجهاد بالقرآن. قال تعالى: وجاهدهم به جهادا كبيرا

    رابعا: ولهذا كان للمتسبب في هداية إنسان إلى هذا الحق أجر عظيم دونه أجر قتله حتى حين يكون القتل مشروعا. روى البخاري رضي الله عنه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال

    قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَى فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ فَقَالَ أَيْنَ عَلِيٌّ فَقِيلَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَم

    قال ابن حجر في الفتح معلقا على هذا الحديث:

    يؤخذ منه أن تألف الكافر حتى يسلم أولى من المبادرة إلى قتله
    خامسا: وبما أن حال السلم حال أدعى إلى الاستماع والنظر والتفكر في الإسلام حين يعرض على من لم يسلم فإنها مفضلة في الإسلام على حال الحرب. قال تعالى:

    وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله.

    وسمى الله تعالى صلح الحديبية فتحا. فأي فتح كان؟ يجيبنا الزهري بقوله

    فما فُتِحَ في الإسلام فتح قبله كان أعظم من فتح الحديبـية، إنـمــا كان القتال حيث التقى الناس. ولما كانت الهدنة، ووضعت الحرب أوزارها، وأمن الناس كلّم بعضهم بعضاً، والتقوا وتفاوضوا في الحديث والمنازعة، ولم يُكلّم أحد بالإسلام يعقل شيـئاً في تلك المدة إلا دخل فيه، ولقد دخل في تينك السنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر[6]

    قال ابن حجر مؤيداً الزهري:

    فإن الناس لأجل الأمن الذي وقع بينهم اختلط بعضهم ببعض من غير نكير، وأسمع المسلمون المشركين القرآن، وناظروهم على الإسلام، جهرة آمنين، وكانوا قبل ذلك لا يتكلمون عندهم بذلك إلا خفية.[7]

    وقال ابن هشام أيضاً مؤيداً للزهري:

    ويدل عليه أنه صلى الله عليه وسلم خرج في الحديبية في ألف وأربعمائة، ثم خرج بعد سنتين إلى فـتح مكة في عشرة آلاف.[8]

    نستخلص من كلام هؤلاء العلماء الثلاثة أن الفتح تمثل أساساً في كثرة عدد من دخلوا في الإسلام بسبب الصلح.

    قد يسأل سائل: إذا كان السلم والصلح والموادعة هي خيار الإسلام فلماذا إذن يدعو إلى إعداد القوة الحربية ولماذا إذن يدعو للجهاد القتالي ويجعل للمجاهدين تلك الدرجات العالية التي نعرفها؟ الجواب يسير: إن الله تعالى الذي خلق الخلق يعلم أن بعضهم لا يكتفي بالكفر بالحق، بل إنه ليكرهه ويكره المستمسكين به ويبذل أقصى ما في وسعه لعدم انتشاره. لا بد للحق إذن من قوة مادية تحميه وتحمي المستمسكين به من مثل هذا العدوان. فالجهاد إنما شرع لمحاربة المعتدين، بل وحتى لمحاربة البغاة من مسلمين.

    لكن الإسلام يضع حتى لمثل هذا القتال المشروع من الضوابط الخلقية ما لا يضعه الفكر الغربي لما يسميه بالحرب العادلة. من ذلك:

    الأمربالعدل حتى مع الأعداء وعدم العدوان عليهم

    وأنهم لا يقاتلون أو يقتلون بسبب كفرهم بل بسبب عدوان المعتدي منهم على الدين الحقِ، أو على المستمسكين به.

    تشجيع المقاتلين على قبول السلم والمسارعة إلى قبوله إذا ما عرضوه.

    عدم الغدر


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 2:25 pm