منتديات سبايسى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حياكم الله فى منتديات سبايسى برعايه هيتو حبيب الكل


    الاحصنه البريه

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 148
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    الاحصنه البريه Empty الاحصنه البريه

    مُساهمة  Admin الأربعاء أبريل 08, 2009 11:28 am


    مضت سنوات عدة على مرور الأحصنة البرية على التلال العشبية في الصين الغربية، هذه أرض التطرف حيث لا يمكن التأكد من سلامة قطيع سوى بوجود قائد قوي يعتمد عليه.
    سابق الريح، هو أول حصان بري يقود قطيعًا منذ أكثر من قرن، لم يكن أحد أكثر وفاء من الفرس اللؤلؤة السوداء، ولكن الحياة البرية صعبة، عندما يتم تحدي سابق الريح ويلحق الموت بالقطيع، يوضع وفاؤها تحت اختبار لا مثيل له.
    فعليها وعلى الأحصنة الأخرى أن تتعلم التأقلم إذا أرادت المطالبة بمنزلها السابق.
    على طريق الحرية يبدأ قطيع من الحيوانات المنفية رحلة طويلة وصعبة إلى موطنه، تعد أحصنة البيرزورسكي البرية أقل عددًا من الباندا المعرضة لخطر الانقراض.
    إنها تتجه إلى قلب آسيا الجغرافي، وتقع في "جزينجا هونج" في الصين الغربية وهي أرض واسعة من العشب الجاف، إنها محمية الحيوانات ذوات الحافر "كالا مايلي".
    لقد مضى وقت طويل منذ أن ركضت هنا أحصنة البيرزورسكي جاءت هذه الأحصنة إلى أوروبا في القرن التاسع عشر ودخلت إلى المناطق المجاورة لمنغوليا، غير أنها ستكون المرة الأولى التي تدخل فيها إلى الصين.
    يوجد الكثير من الطعام الجيد، ولكنها مقيدة، وما يأمله العلماء هو أن تتأقلم وفق الحياة البرية حالما يتم تحريرها.
    لا تقلق الأمهار الصغيرة من هذه الأمور، فهي مازالت تقتات بحليب أمها، ولن تحتاج إلى إعالة نفسها قبل أن تصبح في السنة الأولى من العمر، وفي يوم من أواخر أيام فصل الخريف، ينتهي قرن من حياة الأسر بمجرد فتح البوابة.
    وبالرغم من الفرصة تجد رسالة باردة من الخشية في الجو، فللحرية ثمن، وعلى الأحصنة أن تتحمل بعض التحديات الصعبة، جفاف الصيف، وبرد الشتاء، والحيوانات المفترسة، ستختبر العودة إلى هنا وفاء الأحصنة إضافة إلى غرائزها، فعليها التأقلم مع الأوضاع والعمل معًا للبقاء كما فعلت أسلافها قديمًا.
    منذ ملايين السنين كانت سهوب أورازيا موطنًا للأحصنة البرية، ثم في العام أربعة آلاف قبل الميلاد بدأ الإنسان بأسرها وبترويضها.
    أصبح الحصان البري سلالة منسية حتى العام 1879 حتى تم اكتشافها على الحدود الممتدة بين منغوليا والصين فتم أسر بعضها ونقلها إلى أوروبا.
    ولكن استمر الصيد والتناسل مع الأحصنة المروضة وأصبح حصان البيرزورسكي منقرضًا من البرية.
    بعد ثلاثة أشهر على تحريره واجه القطيع شتاءه الأول، في قلب آسيا القاحل قد يمتد فصل الشتاء في "كالا مايلي" طوال ستة أشهر، ولكن هذا الحصان معتاد على التغلب على الصعاب، بالإضافة إلى عرفه القصير والمستقيم، يتميز هذا الحصان بحجمه الصغير ومعطفه الخفيف من الفرو للشتاء، وهذه إيجابيات لحفظ حرارة جسمه.
    يبلغ طول سابق الريح أقل من متر ونصف المتر ويبلغ من العمر عشر سنوات وهو قائد القطيع.
    إنه يواجه تحديًا أكبر من معظم الأحصنة، فعادة يتكون القطيع من 7 إلى 11 حصانًا ولكنه مسئول عن 27 حصانًا.
    الأحصنة تتجول بترتيب حسب سلسلة اجتماعية، وفي أكثر الأحوال تكون في المقدمة الفرس الأعلى مقامًا تتبعها أمهارها الصغرى أولاً، ثم تأتي البقية، يعمل سابق الريح كحارس أكثر منه كقائد، فهو يقضي معظم الوقت في مؤخرة القطيع متيقظًا لأي خطر.
    تتمتع الأمهار الصغرى بوضعية مميزة، فأمها هي الفرس القائد "غيمة"، تقرر "غيمة" اتجاه تقدم القطيع وأين سيشرب وأين سيرعى.
    تأتي بعدها في الترتيب الفرس "اللؤلؤة السوداء"، بعد تحرير القطيع مباشرة أصبحت حاملاً، وستكون صغارها أول أمهار برية في الصين منذ عدة سنوات، تقوي المساعدة المتبادلة الترابط الاجتماعي، وهذا يساعد على تجنب المعارك على المرتبة، إضافة إلى حك مناطق لا يمكن الوصول إليها.
    ويكون الاختبار الأول لغرائزها إيجاد ما يكفي من الطعام، تحتاج أحصنة بهذا الحجم إلى إيجاد حوالى ثلاثة كيلو جرامات ونصف الكيلو جرام من الطعام في اليوم الواحد.



    وما يصعب الأمر هو ثلج الشتاء، كما أن الحرارة تبلغ 30 درجة تحت الصفر، لا تسافر الأحصنة بعيدًا منذ تحريرها فهي تبقى ضمن زريبة بمساحة 20 كيلو مترًا مربعًا، هي تقريبًا عند كل غروب تقطع الطريق المجاور وتعود عبر الأبواب المفتوحة إلى حماية زريبتها القديمة.
    ربما لن تسافر بعيدًا، ولكن وضعها يسوء، فهي لا تأكل ما يكفي، وبدأت قلة التغذية تهدد صحة القطيع وحريته.
    على العلماء أن يشجعوا الأحصنة على أن تطعم نفسها بنفسها، ولكنهم لن يتركوها تموت من الجوع، لقد حان الوقت لنشر طعام الطوارئ.
    تحتاج الخيول مثل "غيمة" إلى أكثر مساعدة ممكنة، فعليها أن تحصل على إمدادات معينة من الطعام لتتمكن من إطعام مهرها ونفسها أيضًا.
    هذه ليست بداية واعدة، لقد كان اختبارًا مهمًّا لقدرتها على البقاء ولن يكون الأخير.
    يقدم كانون الأول ديسمبر تحديًّا جديدًا، وفي حين يجعل الثلج المتساقط على جبال "ألتالي" المجاورة المرعي مستحيلاً يبدأ رعاة "كزخ" بالوصول.
    يعود الرعاة كل شتاء إلى "كالا مايلي" مصطحبين دوابهم، هذه مفاجأة مزعجة بالنسبة إلى القطيع، لا يشكل البدو أنفسهم خطرًا وإنما ما أحضروه معهم يشكل خطرًا كبيرًا، إنها أحصنة مروضة.
    كانت طوال القرن الماضي ملكات هذا المكان، في الواقع قد تكون من سلالة الحصان البيرزورسكي ولكن الإنسان غيرها بالتهجين.
    تملك الأحصنة المروضة 64 كروموزوما، أما أحصنة البيرزورسكي فتملك 66، ولكن يمكنها أن تتناسل مع بعضها البعض، وهذا عامل أدى إلى انقراض القطيع البري، ومثل حصان البيرزورسكي تتجول هذه الأحصنة ضمن مجموعات مع تسلسل اجتماعي مماثل، ويعرف قائد هذا القطيع باسم "ذي الشعر الطويل".
    تنبئ غريزة سابق الريح بأن هذه الأحصنة الغريبة تشكل خطرًا، غير أن ذا الشعر الطويل يهتم بالخيول.
    لن يدعه سابق الريح يقترب من دون بعض الاعتراض، ولكن عندما تحاول اللؤلؤة السوداء أن تساعد يقوم بإبعادها.
    هذه معركته، ومعركته وحده.
    إنها تصمد أمام هذا التحدي، غير أن وجود قطيع آخر قد أيقظ غرائز قديمة، وهي أن تترك حماية المركز الذي انطلقت منه، وأن تعيل نفسها وأن تطالب بحصتها من المرعى.
    ومع حلول سنة جديدة يصبح الشتاء في "كالا مايلي" أكثر برودة, وتنخفض الحرارة إلى أقل من 40 درجة مئوية تحت الصفر.
    لا أثر للأحصنة، مضى أكثر من أسبوع على مغادرتها المنطقة المجاورة لمركز التحرير، وبدأ العلماء يشعرون بالقلق.
    لا يعتبر البرد الخطر الوحيد في "كالا مايلي"، طوال المائة سنة المنصرمة كانت ذئاب هيمالايا تقتات بالأحصنة المروضة وغيرها، ولكن حصان البيرزورسكي كان ولا يزال فريستها الطبيعية.
    لم يعد عدد الذئاب كما كان في السابق، فلا يتعدى عددها اليوم بعض مئات، غير أن الرعاة من "كزيج ينج" يقولون: إنه منذ منع استخدام الأسلحة ازداد عدد الذئاب.
    أطلق العلماء بحثًا عن القطيع، لقد اتجهوا غربًا نحو الرياح العاتية، في الشتاء يتساقط الثلج بشكل خفيف غربي المحمية، ما يعني سهولة الرعية، وهذا يجذب حيوانات أخرى ذوات حوافر مثل الغزلان ذوات الغدة.
    كما يمكن أن تصل إلى هنا الجمال ذوات السنامين التي أطلقها "الكزخ"، كانت هنالك أعداد لا تحصى من هذه الجمال كالأحصنة، تجوب حرة آسيا الوسطى، غير أن الجمال البرية ذوات السنامين قليلة جدًّا.
    إنها مخلوقات تعيش في مناطق حارة وجافة، ولكنها تشعر بأنها في موطنها في البرد أيضًا، فينمو لها صوف سميك في الشتاء، لا تلبث أن تطرحه في الربيع.
    تجد الجمال والغزلان ما يكفيها من الطعام وإن كانت غريزة البقاء عند الأحصنة تعمل، فسترشدها إلى هذا المكان أيضًا.
    وبثقة تامة، يجد الباحثون القطيع على حافة الجوبي أي على بعد ثمانين كيلو مترًا من مركز التحرير.
    وجود سابق الريح مع اللؤلؤة السوداء الحامل، وهي تعاني من البرد ومن التعب، اشتم سابق الريح رائحة الطعام الذي أحضره العلماء معهم فقام بالخطوة الأولى.



    لا يتأخر القطيع عن اللحاق بقائده، ما زالت تفضل وجبة كانت قد اصطادتها بنفسها، ولكن هل هي تجد ما يكفي من الطعام البري؟
    للبقاء هنا، يبدو أن البعض منها لا يجد، كما أنها تعاني من قضمة الصقيع، ولكن هذه ليست أسوأ الأخبار.
    لقد اختفت الفرس "غيمة" ومهرها أيضًا.
    ما زال المهر على قيد الحياة، ولكن ليس أكثر من ذلك. هو لم يفطم بعد، ولم يأكل منذ أيام ولا أثر لأمه في أي مكان.
    إنه يحتضر، استنتج العلماء أن الفرس "غيمة" ربما ماتت من البرد والضعف أو أن الذئاب هاجمتها، فالبقاء في مثل هذه الحرارة المنخفضة يتطلب غذاءً أكثر من المعدل الطبيعي.
    وحتى لو استطاعت مقاومة البرد فموارد الطعام ليست كافية للمخاطرة ببقاء القطيع.
    ما يقلق حقًّا هو وضع سابق الريح، فقد أصيب بقضمة الصقيع وهو ضعيف، لا خيار أمام العلماء سوى إنقاذ القطيع.
    مع غياب الفرس "غيمة" أصبحت اللؤلؤة السوداء الفرس القائد، صارت تقود القطيع إلى موطنه.
    استغرقت الرحلة أربعة أيام، أصيب القطيع خلالها بالتعب، ولكن رؤية أرض مألوفة يعطي القطيع دفعة أخيرة.
    هي ليست تعبة وجائعة فقط، بل أيضًا ظمأى، يحتاج الواحد من هذه الأحصنة ذوات هذا الحجم من 6 إلى 16 لترًا من المياه يوميًّا، وتدل الأحوال الجوية الباردة على أنها لم تشرب سوى القليل.
    قلة التغذية تجعلها عرضة للطفيليات والأمراض، لذا وضع المهتمون بها الفيتامينات في المياه، ولكن لمساعدة القطيع عليهم استخدام أدوية أقوى.
    لا أحد يشك في قوة الحصان سابق الريح لكن من غير الممكن أن يتعافى كفاية لقيادة القطيع كحصان أصغر سنًّا. على سابق الريح أن يستقيل.
    ينتظر فحلان في مركز التناسل في "كالا مايلي"، يبلغ الأول خمس سنوات من العمر واسمه الريح المحظوظ، المتباري الثاني هو أخو سابق الريح، ويبلغ من العمر ثماني سنوات واسمه "لهب".
    يكون الفحل مستعدًّا لإنشاء قطيعه الخاص منذ الثالثة من عمره، لذا فالمتباريان مستعدان لتحمل المسئولية.
    إنها رحلة لقطع مائتي كيلو متر إلى مركز التحرير.
    يأمل العلماء أن يقسم الفحلان القطيع إلى مجموعتين، قاموا بإبعاد الأمهار الضعيفة عن القطيع، لحمايتها من أي اعتداء.
    ستحدد الأيام المقبلة القليلة مستقبل القطيع، تعتبر مجموعة الصغار الحصان سابق الريح كمثل يحتذى به، يبدأ الريح المحظوظ بإظهار اهتمام كبير بالخيول القريبة.
    إنه تطور إيجابي ومشجع بالنسبة إلى العلماء، لكن سابق الريح له شعور مخالف، والريح المحظوظ يكمل، ولا يعطي أهمية لاعتراضاته، لا يستطيع سابق الريح أن يفعل الكثير حيال تغير الأحداث فهو وراء القضبان.
    يبدو أنه فقد واحدة من أفراسه على الأقل، في هذه الأثناء كان "لهب" رفيق الريح المحظوظ يسعى وراء الأخريات، ليس "لهب" حالمًا مثل الريح المحظوظ، بل هو محارب تغطيه الندوب جراء معارك قديمة، هو يعرف أنه لكي يحصل على القطيع عليه الحصول على موافقة اللؤلؤة السوداء.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 5:08 pm