منتديات سبايسى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حياكم الله فى منتديات سبايسى برعايه هيتو حبيب الكل


    الاسلام والارهاب

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 148
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    الاسلام والارهاب Empty الاسلام والارهاب

    مُساهمة  Admin الجمعة مارس 27, 2009 1:10 am

    لم يكتف بعض الكتاب والمفكرين الغربيين بما تبذله حكوماتهم من جهد للبحث عن من قاموا بعملية 11سبتمبر وعقابهم، ولم يرو غليلهم ما حدث من هجوم شرس على أفغانستان، بل بدؤوا يبحثون عن ما يسمونه بالأسباب الفكرية الجذرية لذلك الحدث الذي أطلقت عليه صفة الإرهاب، فادعى بعضهم أنها تكمن في التعاليم الإسلامية، ولا سيما ما يسمى بالوهابية. يدل على بطلان هذا الزعم أمران:

    أولهما كما ذكر بعض المنصفين من الكتاب الغربيين أن كراهية الغرب، والاعتداء عليه ليس قاصرا على بعض الجماعات الإسلامية، بل هو أمر يشاركهم فيه أصحاب حضارات أخري يقول أحدهم في مقال له بجريدة نيويورك تايمز " إن نوع الاعتداء الجريء العنيف الذي نربطه الآن بالإسلاميين كان ـ بدلاً عن ذلك ـ مرتبطا منذ قرون بأماكن مثل اليابان وكوريا والصين" ثم يقول "والمسلمون ليسوا محتكرين للتكتيكات الانتحارية."[1] ويذكرهم بعضهم بأن جماعات أمريكية نصرانية أصيلة قامت بأول عمل إرهابي كبير على الولايات المتحدة.

    وثانيهما: أنه حين يُعرَّف الإرهاب تعريفاً صحيحاً يربطه بالظلم والعدوان والإجرام، فإن الإسلام أبعد شيء عنه كما سنبين.

    لكن المشكلة أن كلمة الإرهاب في استعمالها الحديث كلمة غامضة لا يتفق الناس على معنى محدد لها. فلنبدأ إذن باستعراض بعض تعريفات الإرهاب ومناقشتها، وبيان فضل المفهوم الإسلامي عليها.

    تعريف الإرهاب
    تقول جماعة أمريكية معنية بدراسة الإرهاب[2]

    إن الإرهاب بطبيعته أمر يصعب تعريفه ... ... حتى حكومة الولايات المتحدة لم تستطع أن تتفق على تعريف واحد. فالمثل السائر يقول إن الإرهابي عند شخص هو مناضل من أجل الحرية عند شخص آخر.

    تعرف موسوعة Encarta الالكترونية الأمريكية الإرهاب بأنه

    استعمال العنف، أو التهديد باستعمال العنف، من أجل إحداث جو من الذعر بين أناس معينين. يستهدف العنف الإرهابي مجموعات اثنية أو دينية، أو حكومات، أو أحزاب سياسية، أو شركات، أو مؤسسات إعلامية.



    أما الكُنغرس الأمريكي فيعرف الإرهاب بأنه "عنف واقع عن قصد وترو وبدوافع سياسية تستهدف به منظمات وطنية، أو عملاء سريون جماعة غير محاربة يقصد منه في الغالب التأثير على مستمعين أو مشاهدين [3]

    وأما وكالة التحقيقات الفدرالية F.B.I. فتقول عن الإرهاب إنه

    استعمالٌ ـ أو التهديد باستعمال ـ غير مشروع للعنف ضد أشخاص أو ممتلكات لتخويف أو إجبار حكومة أو المدنيين كلهم او بعضهم لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية.[4]



    في هذه التعريفات كلها خلل أساس هو نسيانها أو تناسيها للمعنى اللغوي الأصلي للكلمة وهو معنى تتفق عليه الكلمتان الإنجليزية والعربية.

    يقول لنا أحد قواميس اللغة الإنجليزية إن كلمة terror تعني"استعمال العنف لتحقيق أغراض سياسية ثم يعطينا على هذا الاستعمال مثلا بجملة تقول " إن حركة المقاومة بدأت حملة من العنف terror ضد قوات الاحتلال."[5] فالإرهاب إذن قد يكون أمراً مشروعاً ومحموداً. وبهذا المعنى المحمود المشروع استعملت الكلمة في القرآن الكريم. قال تعالى

    وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [الأنفال: 60]

    فكلمة الإرهاب هي إذن ككلمات القتال والحرب قد تدل على معنى محمود كما قد تدل على معنىُ مذموم بحسب نوع الإرهاب أو القتل أو الحرب. وعليه فلكي تؤدي المعنى المذموم الذي يراد لها أن تؤديه في الاستعمال الذي بدأ يشيع الآن، فلا بد من تقييدها بوصفٍ مثل العدواني أو الظالم. هذا أمر لازم ولا سيما للمسلمين. إنه لا يجوز أبداً أن نحصر كلمة الإرهاب في المعنى المذموم ما دام كتاب ربنا قد دل على أنها يمكن أن تستعمل بمعنى محمود.

    لذلك أعود فاقترح أن نقيد المعنى المذموم للإرهاب بأنه الإرهاب العدواني. وآنذاك سيكون معناه الأساس واضحاً. أما الزيادات التي تجعل التعريف اصطلاحياً فيبدو أنه ليس من الصعب الاتفاق عليها، ولا سيما إذا قلنا كما يقول بعض دارسي الإرهاب في الولايات المتحدة إن التعريفات الاصطلاحية تختلف باختلاف الغاية منها. فتعريف الكنغرس يقصد منه إحصاء العمليات الإرهابية في العالم، وتعريف وكالة الاستخبارات يقصد منه تتبع المعتدين على الولايات المتحدة. نعم سيبقى هنالك اختلاف في ما يعد مشروعاً وما لا يعد. لكن هذا أمر يرجع إلى ثقافات الناس وأديانهم وفلسفاتهم، وهي أمور يمكن أن يدور فيها حوار عقلاني راشد. فمهمتنا إذن باعتبارنا مسلمين أن نبين للعالم ما الذي نعده إرهابا عدوانيا، وكيف نقي الناس شر هذا العدوان.



    من العناصر التي لا بد من إضافتها إلى المعنى اللغوي كي يصير اصطلاحاً:

    تحديد نوع القائمين بالارهاب ومع أن الناس يتكلمون أحيانا عن إرهاب الدولة إلا هنالك شبه إجماع على أن المقصود بالارهاب في المعنى الاصطلاحي هو ما تقوم به منظمات وجماعات لا حكومات.

    تحديد من يقصدون بالعنف. وفي هذا اختلاف فبينما يرى البعض أن يحصر معنى الإرهاب في العنف الذي يقصد به إصابة أهداف أو جماعات غير عسكرية يرى بعضهم أن يكون شاملا لهذا كله.

    تحديد الغرض منه وهو كونه وسيلة لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية.

    نستطيع الآن وفي ضوء هذا الشرح لمفهوم الإرهاب أن نتبين موقف الإسلام منه


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 2:25 pm