منتديات سبايسى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حياكم الله فى منتديات سبايسى برعايه هيتو حبيب الكل


    مدينه البتراء

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 148
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    مدينه البتراء Empty مدينه البتراء

    مُساهمة  Admin الخميس أبريل 09, 2009 2:45 am


    مدينه البتراء 2ti66658


    تعتبر البتراء، وكذلك تسمى سلع، من أكثر المواقع الأثرية الأردنية عراقة وأكثرها جذباً للزوار من جميع أنحاء العالم، ‏مؤخرا فازت بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لعجائب الدنيا السبع وتقع مدينة البتراء على بعد حوالي 250 كم إلى ‏الجنوب من عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، إلى الغرب من الطريق الرئيسي الذي يصل بين عمّان ومدينة ‏العقبة على ساحل خليج العقبة من البحر الأحمر.‏

    قبل أكثر من ألفي سنة أخذ أعراب الأنباط القادمون من شبه الجزيرة العربية يحطون رحالهم في البتراء. وبالنظر لموقعها ‏المنيع الذي يسهل الدفاع عنه، جعل الأنباط منها قلعة حصينة واتخذوها عاصمة ملكية لدولتهم..

    وعلى مقربة من المدينة ‏يوجد جبل هارون الذي يُعتقد أنه يضم قبر النبي هارون عليه السلام والينابيع السبعة التي ضرب موسى بعصاه الصخر ‏فتفجرت. ‏

    وما تزال البتراء حتى يومنا هذا تحمل طابع البداوة، إذ ترى الزائرين يعتلون ظهور الخيول والجمال، لكي يدخلوا إليها في ‏رحلة تبقى في الذاكرة طوال العمر. ‏
    ‏ ‏
    ‏* مدينة محفورة في الصخر
    كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط، التي دامت ما بين 400ق.م وحتى 106م، والتي امتدت من ساحل عسقلان في ‏فلسطين غربا وحتى صحراء بلاد الشام شرقا.

    ونظرا لموقعها المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام ‏والجزيرة العربية ومصر، فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها، وكانت القوافل ‏التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان ‏والزجاجيات من صور وصيدا واللآلئ من الخليج العربي. ‏

    وتتميز مدينة البتراء بأنها حفرت في صخر "وادي موسى" الوردي، ولذا سميت بالمدينة الوردية، ومن هنا جاء اسم بترا ‏وتعني باللغه اليونانية الصخر الذي يقابلة باللغة النبطية "رقيمو".

    وهي مدينة متكاملة يستطيع السائح أن يرى فيها كل ‏المعالم الأساسية للمدينة، من "الخزنة" "بيت الحكم" إلى المدرجات العامة التي بنيت للاحتفالات والاجتماعات العامة، إلى ‏‏"المحكمة" وأماكن العبادة، وحتى بيوت أهلها المحفورة في صخرها الوردي الملون.

    كما تتميز بمدخلها المحكم، فقد حفرت ‏بين جبال شاهقة صلدة مع شق ضيق "السيق" تظهر على جنباته بقايا غرف الحرس ومناطق المراقبة. كما تميزت البتراء ‏بنظامها المائي الفريد، إذ تتوزع فيها أقنية مبنية بشكل هندسي يضمن انسياب الماء بفعل الجاذبية من منابعه وعيونه إلى ‏كافة المناطق الحيوية في المدينة. ‏

    ‏* ظلال وشمس ‏
    وما زالت آثارهم تشهد لهم بالعلم والمعرفة والعراقة بعد مرور أكثر من ألفي عام. وكانت نهاية دولة الأنباط على يد ‏الرومان عندما حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه سنة 105م وأسموها المقاطعة.

    وفي سنة 636م أصبحت البتراء ‏تعيش على من تبقى من سكانها على الزراعة لكن الزلزال الذي أصابها سنة 746/748م وزلازل أخرى أفرغتها من ‏أهلها.‏

    يصل الزائر إلى قلب المدينة الوردية، ماشيا على قدميه، أو على ظهر جواد، أو في عربة تجرها الخيول، عبر "السيق" ‏الرهيب. إنه شق هائل طوله ألف متر، يخيل للمرء أن جانبي الشقيف الصخري في أعاليه، وعلى ارتفاع 300 متر، ‏وكأنهما يتلامسان.‏

    وعندما يقترب السيق من نهايته، فإنه ينحني في استدارة جانبية، ثم لا تلبث الظلال الغائمة أن تنفرج فجأة فترى أعظم ‏المشاهد روعة تسبح في ضوء الشمس. إنها الخزنة، إحدى عجائب الكون الفريدة. والتي حفرتها الأيدي في الصخر الأصم ‏على واجهة الجبل الأشم، بارتفاع 140 مترا وعرض 90 مترا.‏

    بعد أن يتملى الزائر بأنظاره من روعة هذا المشهد البهي، يتقدم في وسط المدينة، فيشاهد على جانبيه مئات المعالم التي ‏حفرها أو أنشأها الإنسان، من هياكل شامخة، وأصرخة ملكية باذخة، إلى المدرج الكبير الذي يتسع لـ7000 متفرج، إلى ‏بيوت صغيرة وكبيرة، إلى الردهات، وقاعات الاحتفالات، إلى قنوات الماء والصهاريج والحمامات، إلى صفوف الدرج ‏المزخرفة، والأسواق، والبوابات ذات الأقواس والشوارع والأبنية.

    ولكن البتراء لا تقتصر على آثار الأنباط وحدهم، إذ يستطيع الزائر أن يشاهد على مقربة منها موقع البيضاء وموقع البسطة ‏اللذين يعودان إلى عهد الأدوميين قبل 8000 سنة. كما يستطيع الزائر أن يسرح بصره في موقع أذرح التي اشتهرت ‏بحادثة التحكيم في تاريخ العرب والتي تضم بقايا معالم من عهد الرومان.‏

    ‏* معالم المدينة ‏
    ‏1 الخزنة: بناء منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه ثمانية وعشرون متراً. سمي ‏هذا البناء بخزنة لاعتقاد سكان المنطقة أهالي وادي موسى بأن وضع الكنوز كان في الجرة الموجودة في الطابق الثاني، لذا ‏حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز.

    وما هذا الموقع إلا هيكلاً قبراً يتكون من طابقين، وواجهة ‏الطابق السفلي عبارة عن ستة أعمدة كورنثية ومنه نرى البوابة الرئيسة التي تحوي في كل من جانبيها غرفة صغيرة. ‏ويتكون الطابق الثاني من ثلاثة أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوتان منحوتتان في الصخر. وتزين شرفة هذا الطابق ‏رسومات الزهور والثمار والنسور وهي أشهر مافي البتراء. ‏

    ‏2 مقام النبي هارون عليه السلام: داخل مدينة البتراء الوردية وعلى أحد قمم جبل هور المطلة على نهاية المدينة يقع ‏مقام النبي هارون "عليه السلام" ومرقده، والمرقد عبارة عن غرفه وحوش، تعلو الغرفة قبة بيضاء، كتب على أعلى باب ‏المقام تاريخ تجديده سنة 709 هجري، والقبر مجلل بخلعة خضراء وأمامه حجر أسود.

    ويعتقد سكان هذه المناطق بأن ‏للمكان منزلة عظيمة، ودعوة المتضرعين إلى الله فيه مستجابة لشفاء مرضاهم أو نزول المطر أو إخصاب الماشية، ‏وهارون أخو موسى ووزيره وشريكه، والوصول إلى المقام من داخل مدينة البتراء فقط، ويتطلب جهدا لتسلق جبل هور. ‏

    ‏3 المدرج النبطي: يتكون المدرج من 33 صفاً منحوتة في صخر رملي رمادي ويتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج. ‏ومقابل هذا المدرج توجد مجموعة من القبور المنحوتة في الصخر، وقد عثر في هذا الموقع على وعاء للخمر وعلى زجاجة ‏وعلى تمثال لأحد الآلهة من الرخام وقد أصابه التلف وعثر على قطعة نقدية فضية للملك عبيدة الثاني وعلى حلقتين من ‏الذهب للأنف وعلى صحون فخارية جميلة يعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد. وعلى مقربة من القبور بلط الرومان ‏الشارع الرئيسي ورفعوا الأعمدة على طرفي الشارع.‏

    ‏4 قصر البنت: والبنت هي أميرة ذكرت في قصة خرافية كانت تسكن ذلك القصر وتتألم من عدم وجود مياه جارية فيه، ‏ومن ثم وعدت أن تتزوج من يحضر المياه للقصر وتزوجت شخصاً كان طامعاً بها. والقصر كان هيكلاً بناه الأنباط في القرن ‏الأول قبل الميلاد تكريماً للإله "دو الشرى".‏

    ‏5 – الدير: هو عبارة عن هيكل ضخم بلغت عرض واجهته 47 متراً تقريباً وارتفاعه 40 متراً تقريباً، وقد حفرت واجهته ‏في صخر رمادي أصفر. وفيه غرفة صغيرة حفرت في الصخر سكنها النساك وعلى واجهتيه رسماً لأسدين نقشا عليها ‏وأطلق على الدير لقب "قبر الأسد".‏

    ‏6 المذبح: يقع بين خزنة فرعون والمذرج الروماني. له ساحة واسعة طولها 64 متراً وعرضها 20 مترا وفي هذه ‏الساحة حفر الأنباط بئراً لتنظيف المذبح. ويقع الهيكل إلى الغرب من المذبح.‏

    ‏* إعادة اكتشاف البتراء
    مع بدء رحلات المستشرقين للعالم العربي في القرن التاسع عشر تم اكتشاف البتراء عام 1812م على يدي المستشرق ‏السويسري يوهان لودفيج بركهارت الذي تعلم اللغة العربية ودرس الإسلام في سوريا، وجاء إلى البتراء مقدّما نفسه مسلم ‏من الهند بعد أن تنكر بزي إسلامي وهدفه تقديم أضحية إلى النبي هارون وبذلك سمح له السكان المحليون بالدخول إلى ‏المدينة الوردية.

    وقد احتوى كتابه المطبوع عام 1828 والمعروف بإسم "رحلات في سوريا والديار المقدسة" على صور ‏للبتراء. ومن أهم الرسومات التي اشتهرت بها البتراء كانت هي الليثوغرافيا التي رسمها ديفيد روبرتس للبتراء ومنطقة ‏وادي موسى أثناء زيارته عام 1839 والتي تجاوز عددها عشرين لوحة ليثوغرافية، وقد طبع العديد منها مما أعطى ‏البتراء شهرة عالمية.

    ويوجد للبتراء العديد من اللوحات والصور الأخرى التي تعود للقرن التاسع عشر مما يدلّ على مدى ‏الإهتمام الذي أضفاه إعادة اكتشافها على أوروبا في ذلك الوقت.

    ومن الأعمال المشهورة للبتراء لوحة فنية بالألوان المائية لمناظر البتراء للفنان شرانز حوالي 1840 وأول خارطة ‏مخطوطة للبتراء باللغة الأنجليزية من رسم الرحالة لابودي حوالي عام 1830 وصور للبتراء تصوير فريت عام 1830.‏

    ‏* من عجائب الدنيا السبع الجديدة
    فازت البتراء في مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة بعد الدعم الرسمي للتصويت، لتحتل المركز الثاني، وكان ذلك تحديدا ‏في 7/7/2007، حيث تم اعتبار الأمر واجبا وطنيا.

    وشنت الحكومة الأردنية حملات دعائية ضخمة من أجل البتراء في ‏الصحف الأردنية والإذاعة والتلفزيون الأردني لتحفز مواطني المملكة على التصويت. وهو ما كان لها.. لتصبح البتراء ‏عجيبة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.

    وهذا التصويت يعيد إلى الأذهان عجائب الدنيا السبع القديمة التي اختيرت قبل نحو ‏‏200 عام قبل الميلاد وهي: معبد أرتيميس في إيفيز "الواقعة حاليا في تركيا"، وحدائق بابل المعلقة "العراق"، وضريح ‏هاليكارناسوس في بودروم "تركيا"، وتمثال رودس العملاق "اليونان"، ومنارة الإسكندرية "مصر"، وتمثال زيوس العملاق ‏في جبل الأوليمب "اليونان"، وإهرامات الجيزة الثلاثة "مصر" وهي الوحيدة الباقية إلى الآن.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 5:22 pm